هذه الاغنية كانت تجربة اعتقد انها كانت فريدة التناول فى زمن ما بعد الجفاف والتصحر الذى عم السودان اعوام الثمانينات فكانت هجرة الشباب لدول البترول والتى اجتاحت ربوع هذا البلد الحبيب فكانت وما تزال تنتج آثارها السالبة حتى اليوم تؤثر فى شريحة كبيرة جدا من الاسر السودانية والتى افتقدرت الرعاية والاشراف التربوي وعلى الارض التى اجدبت ذلك الزمان واحتاجت الى من يرعاها لتواصل العطاء فلم تجد الا العطش والخواء الذى اصاب جسدها وروحها.
فكانت فكرة الاغنية لدى الفنان مصطفى سيد احمد والتى كتب مطلعها
حتى الفصول صابا الجفاف
لا غيمة لا ذفة هرع
وبدأ تنفيذها محمد المهدى عبدالوهاب والذى كتب :
طوريتك فى الطين مرمية
كوريتك ناشفة ومجدوعة
لا غيبتك كانت مرضية
ولا فوتك كانت مبلوعة
وذات مساء حضرت الى منزل الاخ الصديق مصطفى سيد احمد وكانت الفكرة تتملكه للغاية ويبحث لها عن مخرج استعصى عليه بعد الشاعر د. المهدى ولتقارب وجدانى اجده دائما يشاركنى فيه الاخ مصطفى وجدت الفكرة قبولها الكامل لدي لا سيما وانى كنت احد اولئك الذين يعايشون الموقف بصورته الكاملة الشاملة فى اغتراب اخوواصدقاء اعزاء اعرف حال اسرهم ذلك الزمن وما يعانونه من احتياج الاشرف ورعاية رب الاسرة بصرف النظر عن عائد الاغتراب المادى
فكانت اغنية طوريتك والتى بعد ان قام بتلحينها مصطفى الهما مطلعا اختاره كمقدمة انشادية ان جاز التعبير لتكون الاغنية كما يلى:
حتى الفصول صابها الجفاف
لا غيمة لا ذفة هرع
والسمبر البهدر صفيرو
غشانا واتقاطر رجع
وشجرنا من حر السموم
غصنو الرطيب عطشان وقع
يتشابى لى نسمة دعاش
لا رشة لا برقا لمع
.......
طوريتك فى الطين مرمية
كوريتك ناشفة ومجدوعة
لا غيبتك كانت مرضية
لا فوتك كانت مبلوعة
......
اللهب الضوى الليل قناديل
فى عيون النجمة القطبية
والتعب المد ضراع النيل
سجادة فقرا مزارعية
سائلين منك يوماتى رحيل
لى موانئ المدن المطفية
وشقيش ما تقبل يا ابو الحيل
فى قلوبنا مواجع متكية
.....
وابعثلك شال الحب مرسال
تايهين فى بحرو مراكبية
وبرسم على صدر الموج آمال
اطفال عمال ومزارعية
كيف حال يا ابوي
كيف حال يا خال
بتمسي بيوتنا الكاكية
حزنانة بتبكى مآل الحال
والزمن الشالكم ايدية
صلاح حاج سعيد